صحابي جليل وأحد الرماة الأفذاذ الذين أبلوا في سبيل الله بلاء حسنًا، ومن السابقين السبعة إلى الإسلام.
عندما أمر الرسول الكريم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، خرج عتبة مع المهاجرين, ولم يطق فراق رسول الله، فرجع ليبقى بجواره حتى موعد الهجرة إلى المدينة، فهاجر عتبة مع من هاجر، وشهد بدراً، وآخى الرسول الكريم بينه وبين أبي دجانة.
كان (رضي الله عنه) يخاف الدنيا على دينه وعلى المسلمين، زاهداً، بطلاً شجاعاً، ورامياً حاذقاً، وفارساً مغواراً، يحب الجهاد ونشر الدعوة الإسلامية.
بقي عتبة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مجاهداً في سبيل الله، حتى أرسله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إلى البصرة لقتال الفرس في الأُبُلَّة، فأبلى فيها أحسن البلاء، وانتصر عليهم وبني فيها مسجداً كبيراً، وبقي في البصرة يصلي بالناس، ويفقههم في دينهم، ويحكم بينهم بالعدل، وكان مثالاً رائعاً للزهد والورع.
وفاته
ظل (رضي الله عنه) والياً على البصرة حتى موسم الحج، فخرج حاجّاً وقد استخلف المغيرة بن شعبة على البصرة، ولما انتهى من حجه، سافر إلى المدينة، وطلب من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يعفيه من الإمارة، ولكن أمير المؤمنين رفض، فلم يكن أمام عتبة إلا الطاعة، فأخذ راحلته ليركبها راجعاً إلى البصرة، واعتلى ظهرها، ثم دعا ربه: "اللهم لا تردّني إليها" فاستجاب الله لدعائه، فسقط من على راحلته، ومات وهو في طريقه بين مكة والبصرة سنة ( 17هـ) وعمره سبعاً وخمسين سنة.. (رضي الله عنه وأرضاه).
-------------------------